دلفت إلى بقعة أجهلها ولا اعلم كيف وصلت إليها ..!!
ولكن ..!!
الذي أعرفه هو أنني في مكان يكسوه الشحوب
فلقد سرق الزمن من ذلك المكان كل شئ
ولم يبقي به شئ .....
سوى بقايا لإنسان عاش وحيداً وترك خلفه أشياء وحيدة تبكيه
وجدتُ قلماً قد انهكه الفراق ومات
وجدتُ ورقةً مصفرّه من الألم عليها بعض من ذلك الراحل
وجدتُ شمعةً قد تعرت تماماً كـ غانية ،
فلقد أحرقت نفسها حتى ماتت
وجدتُ قنديلاً بصقت في وجهه الريح بكل غبارها
وجدتُ مقعداً أكل السرطان إحدى قدمية وأصبح أعرجاً
وجدتُ منضدة مازالت تحاول إحتضان كل شئ يخص ذلك المفارق
برغم التجاعيد التي تركها الضوء على وجهها
وجدتُ وردة شرب الهواء كل ماتحتويه من ماء وماتت وهي تنتظر
سمعتُ صوتاً خافتاً من الخلف يقول لي :-
مالذي أتى بكِ إلى هنا فهذه مقابر الراحلين ..؟!
هل أنتِ منهم ..؟!
أجبته /
نعم فهل لي مكان بين هذه الجثث .؟!
فهنا أرحم من الخروج إلى عالم ......
يغرس أنيابه في جثث الأوفياء ..!!