تـــائهـــون فــــي الارض..

]تـــائهـــون فــــي الار

عماد عبد الرحمن - دفعني اليها الفضول، وجهلي بأضرارها، الى الإدمان على المخدرات ،وخلال دراستي خارج البلاد، عُرضت عليّ مادة مخدرة من اقرب الناس لي'' هكذا بدأ احد المدمنين يروي حديثه. ''تدرجت في الإدمان على كافة أنواع السموم القاتلة التي دمرت حياة الكثيرين دون وعي منهم أو إدراك لمخاطر الإدمان''. يتحدث المواطن (س،أ) عن الأضرار التي لحقت به صحيا واجتماعيا واقتصاديا، ويقول ''لم أكن ادري معنى الإدمان والأضرار الفادحة التي تلحقها المخدرات بمتعاطيه'' ويضيف'' كنت ابحث فقط عن الشعور بالنشوة المسمومة، واهتمامي بها أضاع علي فرصة إكمال تعليمي الجامعي، ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد وأصبح همي الوحيد توفير المال من اجل الحصول على المخدرات من خلال وسائل ملتوية دون الشعور بمعاناة الأهل''.
هذه حالة من مئات الشباب المدمنين على المخدرات، إذ لم يعد الأمر يقتصر فقط على فئة جندرية أو عمرية بعينها، بل تطور الأمر ليطال الأطفال ''القصر''، والفتيات اللواتي لا يجدن الرعاية الكافية من عائلاتهن.
ورغم الجهود التي تبذلها الجهات المعنية والمؤسسات العامة والأهلية المختصة بمكافحة المخدرات،إلا أن الأمر ينطوي على الكثير من الخطورة وضرورة التنبه الى مراحل تطور انتشار المخدرات، والتحول الدراماتيكي والمتسارع في انتشار المخدرات بين صفوف الشباب
المعنيون بالأمر، لا يخفون قلقهم المتعاظم لأن كميات المخدرات المضبوطة خلال عام 2007 وصلت الى حوالي 677 ألف كغم من كافة ألانواع ، في الوقت الذي لا تتوفر فيه حتى الآن ''دراسات حقيقية عن حجم مشكلة تعاطي المخدرات في الأردن'' وذلك رغم اكتشاف حوالي 3 آلاف حالة تعاطي للمخدرات بكافة أنواعها وأشكالها ومن بينها الحبوب المخدرة والتنر.
اضافة الى ازدياد ظاهرة تعاطي المهدئات وصرف الأدوية دون وصفات طبية''،وهو الأمر الذي من شأنه ''زرع بذرة التعاطي'' للأشخاص الباحثين عن وسائل للتخفيف من الضغوط الإقتصادية والاجتماعية، وعدم القدرة على تحمل ضغوطات الحياة وتحدياتها،ورغم الجهود التي يبذلها إدارة مكافحة المخدرات ومؤسسات كثيرة أخرى.
ويرى الباحث الإجتماعي رائد كفاوين، ان مشكلة تعاطي المخدرات وإدمانها مشكلة اجتماعية تؤثر في بناء المجتمع ويترتب عليها آثار سلبية اجتماعية واقتصادية ونفسية وصحية، نتيجة لسلوك المتعاطين أو المدمنين في المجتمع كون المدمن يشكل مصدر خطر على نفسه والآخرين،ويحذر من ان الأطفال ذوي السلوك المنحرف الذين يتعاطون المخدرات يهربون في العادة من المدارس، وهم غير ناضجين ويعانون من اضطراب في علاقتهم مع الوالدين وتعرضهم للإحباط الشديد الى الحد الذي يجعلهم غير قادرين على مواجهة واقعهم فيلجأون للتعاطي كوسيلة للهروب من حقائق مؤلمة.
ويشيرالكفاوين الى دور الأسرة والتنشئة الإجتماعية كعنصر فعال، إذ يعتبر الوالدين مفتاح الحياة للطفل ويصبح سلوك الطفل مكتسبا عند الكبر من المحيط الأسري حسب ما أثبتته الدراسات،كما يؤكد دور رفاق السوء في جنوح الطفل للتعاطي، وهذا الجانب مهم جدا في الجانب الوقائي وتصحيح مسار وسلوك الطفل.
يذكر ان عدد حالات تعاطي المخدرات التي تعاملت معها مراكز وزارة التنمية الإجتماعية خلال العام الماضي 58 حالة من اصل 5200 حالة دخلت الى المركز الإصلاحية وبنسبة 1,1%، كما تعاملت مديريات التنمية الإجتماعية مع حالات اخرى في مراكزها المختلفة.
اما مديرة قسم الإرشاد التربوي في وزارة التربية والتعليم الدكتورة ليلى قطيشات، فتؤكد ضرورة التنسيق مع إدارة مكافحة المخدرات لتنظيم فعاليات تشمل شريحة واسعة من الطلبة والشباب،وعقد مؤتمرات إقليمية للتعرف على تجارب الآخرين في هذا المجال، وتنظيم أيام تطوعية للتوعية بأخطار المخدرات واقامة تجمعات كشفية ومسابقات شعر ورسم وقصص ومسرحيات على مستوى المدارس،وتقديم جوائز للمشاركين الفائزين.
ويبين احد خبراء وزارة الصحة ان نسبة حالات الشفاء للمتعاطين الذين دخلوا الى مشافي الصحة لا تتجاوز 15%، وهو الأمر الذي يعني ان 85% يعودون الى تعاطي المخدرات بعد خضوعهم لفترة علاج قد تمتد الى عدة اشهر، وذلك بسبب استفحال الحالة، او العودة لذات البيئة التي سببت الادمان بداية.

مشكووووووووووووور كتير